كلمة المدير التنفيذي
يُعَدُّ الاستثمار في رأس المال البشري من أنجح الاستثمارات على الإطلاق، لذلك أولت دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة دبي بشكل خاص، اهتماماً بالغاً بهذا النوع من الاستثمار وَسَخَّرَت له الإمكانات ووفرت له الدعم اللامحدود وذَلَّلَت الصعوبات والعقبات لتجعله مُساهِماً أساسياً في مستقبل اقتصادها، وذلك مع انتقال الدولة إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.
لقد أولَت إمارة دبي أهمية كبيرة للجهود، التي تدعم التعليم باعتباره الحجر الأساس، الذي يقوم عليه الاقتصاد الحديث بما يحققه من بناء وتنمية للعنصر البشري. ويأتي ذلك من إدراكنا باستحالة التقدم أو التطور بمختلف أشكاله وفي جميع مجالات الحياة، من دون الاهتمام بهذا العنصر الثمين، حيث أن العنصر البشري يعتبر من أكثر العناصر الحيوية، التي تُسهِمُ إسهاماً فاعلاً في تحقيق التنمية المستدامة.
ويساهم تطوير التعليم والارتقاء به كذلك في تراكم رأس المال البشري المُواكِب لمتغيرات العصر ومتطلباته وخصوصاً ما يتعلق بمواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع. ووفقًا لنظريات النمو الاقتصادي، فإن التقدم التكنولوجي يُزيدُ من معدلات النمو الاقتصادي على المدى الطويل، وما يضمن مواكبتنا لهذا التقدم التقني على مختلف الأصعدة هو اهتمامنا البالغ بتنمية مهارات القوى العاملة في الإمارة.
وهذا ما أكدت عليه رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن بناء الوطن والإنسان هو أكبر وأعظم هدف في الحياة. وانطلاقاً من هذه الرؤية الرشيدة، فقد تم بناء الاستراتيجيات، التي اعتمدتها حكومة دبي لتنمية الإمارة وتحقيق رفاهيتها لتسلط الضوء على توجّه قيادتنا للاستثمار في الإنسان كشكل من أشكال ضمان الاستدامة في عملية التنمية وحرصاً على بناء المستقبل. كما تضمنت خطة دبي الحضرية 2040 زيادة مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25%، وهو ما يؤكد توجه قيادتنا الرشيدة إلى بناء الإنسان وتعزيز الجهود والرؤى كافة لتحقيق ذلك.
وانسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة وتوجهها للارتقاء بمنظومة بناء الإنسان، فقد عقدنا العزم على جعل التعليم في دبي هو الأفضل. ولتحقيق هذا الهدف، أُنشِئَت (مؤسسة صندوق المعرفة) في العام 2007 تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتحقيق الريادة لإمارة دبي ببناء اقتصاد قائم على دعم وتطوير التعليم وفق أرقى المعايير العالمية.
وتعمل مؤسسة صندوق المعرفة، منذ إنشائها، على تعزيز فرص الاستثمار في القطاع التعليمي، وتدعيم العلاقات والشراكة الفاعلة مع المستثمرين على جميع المستويات. وقد أكدت إمارة دبي بموقعها الرائد والجاذب لمزودي خدمات التعليم والمستثمرين المعنيين بقطاع التعليم، أن ما تتميز به الإمارة من بيئة مرنة وداعمة لقطاع الأعمال ومشجعة على إطلاق المشاريع التعليمية الرائدة إقليمياً ودولياً، بما يوسع دائرة الفرص التعليمية المتاحة لجميع الطلبة بمختلف شرائحهم بجودة عالية ووفقاً لمعايير تنافسية وضعتها حكومة الإمارة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المستقبلية لدبي وتعزيز مكانتها كأسعد مدن العالم وأفضلها للعمل والحياة.